لتنافس الإنجلو-فرنسي

 

التنافس الإنجلو-فرنسي

[عدل]

نابليون

تعود بداية العلاقة بين فرنسا وسلطنة عمان إلى حوالي سنة 1667 في الحقبة التي كانت فيها السفن التجارية التي تنقل البضائع بين الهند والخليج الفارسي ترسو في ميناء مسقط، المرسى الأفضل في المنطقة. «وقد قدم المبعوث الفرنسي إلى فارس دي لالين مقترحا على حكومته بضرورة السيطرة على مسقط والاحتفاظ بها كقاعدة بحرية مهمة».ولكن هذ المقترح لم ير النور. وعندما ثبت الإمام أحمد بن سعيد سلطته في مسقط. أصبحت المدينة المستودع الأساسي والميناءالتجاري الأول في الخليج، بينما كانت المواقف العُمانية في شرق أفريقيا تتعزّز. وفي هذا الوقت كان التنافس الفرنسي – الإنجليزي على الهند والبحار الشرقية قد بلغ اشده، وكانت عمان بموقعها الاستراتيجي محط انظار الجانبين، «وقد ادرك الامام احمد بن سعيد ببعد نظره ان عليه ان يلتزم (الحياد بين القوتين ويرفض باصرار السماح بانشاء مركز أوروبي في مسقط». وفي فترة الحملة الفرنسية على مصر 1798 م، ادرك نابليون بونابرت بعد وصوله إلى مصر أهمية عمان، وبعث برسالة إلى السيد سلطان بن احمد تنص على ما يلي: «اكتب اليكم هذا الكتاب لأبلغكم ما لاشك انكم علمتوه وهو وصول الجيش الفرنسي إلى مصر ولما كنتم اصدقاء لنا فعليكم ان تقتنعوا برغبتي في حماية جميع سفن دولكتم وعليكم ان ترسلوها إلى السويس تجد حماية لتجارتها».ولكن الرسالة لم تصل إلى السيد سلطان بن احمد الا بعد عام، لأن الإنجليز احتجزوا الرسالة، وذلك بعد وقوعها بطريق غير مباشر في يد الممثل البريطاني في جدة. (38) حيث كانت بريطانيا تحاول ابعاد الفرنسيين عن المنطقة لكي تستأثر وحدها بالنفوذ في المنطقة، وتملها ذلك بعقد معاهدة مع السيد سلطان في عام 1798 م.في سنة 1807 م، وافق السيد سعيد بن سلطان على توقيع معاهدة فرنسية- عمانية مع والي جزيرة فرنسا (موريشيوس)، ومن سنة 1814 وحتى 1840 م، تم معاودة اقامة العلاقات، بين مسقط وجزيرة بوربون (الريونيون) هذه المرة. وفي 17 نوفمبر 1844 م تم توقيع معاهدة صداقة وتبادل تجاري، ليتم التصديق عليها سنة 1846 م. وقد سمحت هذه المعاهدة بتطوير ملموس للعلاقات بين زنجبار وجزر الريونيون، وانطلاق التجارة المباشرة بين الأمبرطورية العُمانية وفرنسا. هكذا اتسمت سنة 1849، بنجاح تجاري كبير تمثل في رحلة سفينة الشحن العُمانية الشهيرة «كارولين»، إلى مرسيليا الفرنسية، وقام الحاجي درويش، مبعوث السيد سعيد بزيارة تولون وباريس، حيث استقبله لويس نابوليون بونابرت، رئيس الجمهورية الفرنسية حينها.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

اليعاربه